ستكون ولاية الأغواط التي اشتهرت بإنتاج الطاقة من حاسي الرمل على موعد مع صناعة الحدث من خلال بعث مشروع صخم لتربية الأبقار، بعد أن اعلن القائمون على مزرعة حمدي عيسى الانطلاق في انجاز ماوصفوه بأحد أكبر مشاريع تربية الأبقار في افريقيا، وذلك بمناسبة اليوم لوطني للارشاد الفلاحي الخميس الماضي
المشروع سيحقق مع اكتمال مراحله وثبة نوعية في هذا المجال نظراً للنتائج التي سيحققها والتي ستنعكس على الإقتصاد الوطني في اطار التوجه نحو القطاع الفلاحي كبديل استراتيجي عن المحروقات
وأعلنت مزرعة حمدي عيسي عن قرب تجسيد مشروعها الواعد لتربية الأبقار في اطار الشراكة بين مؤسسة ايليمود ومؤسسة حمدي عيسى الفريد من نوعه بافريقيا والجزائر
98 مليون لتر من الحليب سنويا
ويتربع المشروع الذي ستحتضنه منطقة بوشاكر بولاية الأغواط على مساحة اجمالية قدرها 8 ألاف هكتار ويهدف لسد العجز في تلبية الاحتياجات الوطنية من اللحوم والألبان، بطاقة استيعاب نحو 11 ألف بقرة حلوب، و ستمكّن من انتاج 98 مليون لتر من الحليب سنويا فضلا عن انتاج اللحوم الحمراء و تربية النحل
تمويل ذاتي معتبر
كما سيستغل المشروع لتربية الأبقار وزراعة الأعلاف بميزانية تقدر ب نحو ألف مليار سنتيم مع خلق حوالي 800 منصب شغل منها 500 دائمة، و أوضح السيد سليم باكلي مسيّر الشركة لوالي الاغواط ورئيس المجلس الشعبي الولائي، أنه سيتم التركيز وفقا للمشروع على ضمان التمويل الذاتي ، من خلال إنتاج محاصيل علفية مختلفة بإستغلال المساحة الشاسعة التي يتربع عليها ، بالاضافة الى أنه سيخلق ما بين 500 الى 800 منصب شغل كمرحلة أولية
و يحمل مشروع المزرعة الذي يمتلك مقومات النجاح من تقنيات وخبرات وأيادي عاملة، و الذي من شأنه أن يكون قفزة نوعية في شعبة تربية الأبقار، مواصفات وتقنيات حديثة للمساهمة في سد حاجة البلاد من الحليب وسيرفع من انتاج مختلف مشتقات الألبان في الجزائر، كما أنه سيوفر انتاجا كبيرا للحوم الحمراء
الرخلات المحلية
المشروع الذي أنجز وفقا لمعايير دولية ، ودراسة علمية ، يحوي ملبنة كبرى ، تضم عدة وحدات لإنتاج مشتقات الحليب و مشتلة لإنتاج “الرخلات” محليا، و بالتالي ضمان تمويل المشروع بالأبقار الحلوب دون الحاجة للاستيراد من الخارج
مشروع صديق للبيئة
و للتخلص من عبء كمية الفضلات الهائلة التي تنتج عن مئات الأبقار في المزرعة، يتوفر على محطة “بيوغاز” تستغل لتدوير فضلات الأبقار “الروث ” لإنتاج الغاز الطبيعي ، ومن خلال ذلك خلق محطة لإنتاج الطاقة الكهربائية ، تمكن من التسيير الذاتي للمشروع دون الحاجة الى نفقات أخرى ، ضمن ما يعرف بطاقة “الكتلة الحيوية”، مساهماً في الحفاظ على البيئة ، وهذا في اطار الإستغلال الجيد لكل الإمكانيات المتاحة من الناحية التكنولوجية والميدانية
أما عن الإمكانيات الإقليمية، فتمثل ولاية الأغواط، بحكم موقعها الجغرافي وخصائصها المناخية جزءا لا يتجزء من مجموعة تسع ولايات رعوية وثلاث عشرة ولاية صحراوية في جنوب البلاد. وتتألف الولاية إدارياً من 10 دائرات و 24 بلدية
وقد سجلت مديرية المصالح الفلاحية زيادة في مساحة الأراضي الفلاحية المسقية على مستوى ولاية الأغواط بنسبة 7.68٪ خلال الفترة 2010-2016. بحيث انتقلت من 42.2٪ في عام 2010 إلى 49.88٪ في عام 2016. ويبلغ تعداد قطيع الأغنام (سلالة الحمراء بشكل أساسي) ازيد من 2 مليون رأس مما يضع ولاية الأغواط في المرتبة الثانية من حيث العدد بعد ولاية الجلفة.
كما تحتل تربية الماعز مكانة مهمة ، ويقدر القطيع بـ 244.751 رأسًا ، بما في ذلك 122.646 أنثى, ويقدر اجمالي الماشية بازيد من 25000 رأسًا ، منها 15915 أبقارًا
