بيقة داود يُصْدِرُ باكورة إنتاجه القلمي “لوعة”
بيقة داود، ابن السبع عشرة عاما، كاتب ناشئ من برج عمر ادريس ونفحة من عطاءات هذا المكان الذي تَوَّجَهُ مع زميله حمادي محمد أيمن، كأول كاتبين تيماسينينين، يُصْدِران مُنْجَزا قلميا مطبوعا في تاريخ الحركة الثقافية المحلية. وهاهو موقع جنوب.كم يحقق السبق الإعلامي الإلكتروني في محاورة المؤلف، والسفر عبر التجربة التأليفية لـ: بيقة داود سليل تيماسينين (الاسم القديم لبلدية برج عمر إدريس)
كيف تكونت فكرة الكتابة لديك، ومتى وكيف بدأت؟
لقد تكونت فكرة الكتابة منذ سن مبكرة ،حيث كنت أكتب قصصا قصيرة تتناسب مع عمر الأطفال، كما كنت أُدَوِّن بعض العبارات الصغيرة في مذكراتي، لكنني لم أكن أطلع عليها الناس، وهذا ما ساهم في تأخر اكتشاف موهبتي. حيث ظلت كتاباتي حبيسة أوراقي فقط. إلى أن انتقلت إلى الطور المتوسط، حيث طلبت منا أستاذة اللغة العربية ذات يوم، تحرير نص أدبي من جنس الخاطرة. أنجزت التطبيق وسلمته لأستاذتي بغية تصحيحه وتقييمه، فإذا بها تعبر لي عن إعجابها بنصي، وراحت تشجعني على مواصلة الكتابة. ومنذ ذلك الحين لم أتوقف عن كتابة الخواطر.
حدِّثْنَا عن مضامين كتاب لوعة
هو كتاب يقع في خمسين 50 صفحة، طبع قبل أيام في دار المثقف بباتنة، بمساهمة من جمعية أمهيو للنشاطات الفكرية والثقافية، ويضم الكتاب اثنين وعشرين خاطرة تتناول مواضيع متنوعة لخصت فيها بعض ما يتعلق بتجربتي الشعورية (ألم ، شوق ،وحدة وحب…الخ) وبعض المشاكل التي تخص فئة الشباب وبعض الأحاسيس الحزينة التي تخالج الروح البشرية، لذا يغلب عليها طابع الحزن والكتاب يعكس جانبا من شخصيتي أيضا.
كيف ترى علاقة العنوان بمضمون الكتاب؟
العنوان يعكس مضمون الكتاب بطريقة مباشرة؛ فالخواطر جميعها ذات طابع يظهر الأسى وشيئا من الألم المعنوي.
ماذا عن تجربة طبع كتابه؟
تعلقي الكبير بالكتابة والأدب جعلاني أتقصى أخبار النشر والناشرين، إذ طالما وجدت أن كُتَّاباُ من مختلف أنحاء الجزائر، وعلى اختلاف أعمارهم، يقومون بنشر أعمالهم ويحاولون الترويج لها، فاستفسرت كثيرا حول كيفية طباعة الكتاب. وعندما توضحت لي الأمور قررت أن أجمع كل خواطري بغرض الطبع. وقد تحمست كثيرا لذلك بعد ما رأيت أستاذي : عبد السلام عبد العزيز وبشلاغم يحيى قد نشرا كتابيهما لدى دار المثقف. وفي خضم هذا الحماس وصلتني رسالة من صديقي حمادي محمد أيمن، يخبرني فيها بوجود من يريد مساعدتنا في نشر أعمالنا، فاتصلنا به ثم أرسلنا له مخطوطات خواطرنا، وانتظرنا دورنا في النشر.
لكن وبعد مدة معينة قام صديقي بسحب مخطوطته بسبب المعاملة التي تلقاها من ذلك المساعد، أما أنا فقد تريثت قليلا أملا في حدوث تغيير إيجابي في الموضوع، و بعد مرور ثلاثة 3 أشهر من الانتظار قمت بسحب مخطوطتي؛ بعدما علمت أن كتابي سيتأخر صدوره لمدة تزيد عن ثلاث سنوات. حتى انني شعرت بلوعة الفشل لوهلة، وظننت أن حلمي قد ذهب أدراج الرياح. لكن الحمد لله الذي وفقني وسخر لي من أعانني على الاتصال بدار المثقف.
لمن يقرأ داود؟ وبمن تأثر في مجال الكتابة؟
أقرأ عادة لمصطفى لطفى المنفلوطي وجبران خليل جبران، أحلام مستغانمي، أدهم الشرقاوي…الخ ،لكنني لا اقتصر في القراءة على مجال واحد، بل أطلع على جميع المجالات.. ولا أعتقد أنني متأثر بكاتب معين؛ فقط تعجبني أفكارهم وأحاول الاستفادة منها، مما يجعلني منفردا بأسلوبي في الكتابة.
أي خاطرة تراها الأفضل في هذا الكتاب؟
أحسن نص بالنسبة لي هو خاطرة : “أتخافين مجيء الربيع؟” وقد استعملت كلمة الربيع كرمز عن السعادة .وأقول في هذه الخاطرة :
في شهر آذار تتفتح الأزهار،تتغير الأقدار،وتسقط الأعذار
أعذارك التي أعدتها وكررتها باستمرار،سَئِمتُها ألم تملي منها؟
لكن من قال إن الحب أعمى، فقد صدق،ومن قال إن الحب صعب فما كذب
لهذا كان لك الاختيار،وما كان لي سوى الانتظار،وتأمُّل القرار
لقد أسقطت عليّ لعنة تشوش الأفكار،دمار القلب والروح
فلا تخافي ياحبيبتي واقتربي، فالحب لا يتعلق بالأبصار
هل كانت لك كتابات قبل لوعة؟ وماذا تنوي بعد هذا الإصدار؟
لم تكن لي أعمال قبل لوعة ..وأنا الآن بصدد كتابة عمل جديد سأفصح عنه في حينه بإذن الله
ماهي رسالتك للكتاب الشباب؟
أدعو كل من هم في بداية مشوارهم إلى المثابرة، وأن لا يستسلموا أبدا؛ فمشوار الألف ميل يبدأ بخطوة.. وشكرا مجددا لجمعية أمهيو على دعمها المتواصل للمبدعين.
غادرت بيقة داود و أنا اقول في نفسي إن تيماسينين ولاَّدة للتميز والتفوق، وهي بحق كما قال الأستاذ الباحث حمادي بوجمعة صالح:”منصة للحب والأدب والثقافة، ومنبر للموسيقى والغناء والمسرح، من خلال مواهب مايزال ظلها مرسوما على جدران المدينة”.