يواجه سكان المقاطعة الادارية برج باجي مختار ظروف حياة قاسية تطبعها العزلة والتهميش وغياب أدنى المرافق الضرورية للحياة ، خاصة ما تعلق بالماء الشروب والخدمات الصحية و البطالة و الطرق المهترئة
هي مشاكل نغصت حياتهم وجعلتهم يعيشون جحيما حقيقيا لا يطاق، ماجعل مشاهد الاحتجاجات والاعتصامات تطبع يومياتهم
و تعتبر ولاية برج باجي مختار المنتدبة، والتي تبعد عن الولاية الأم أدرار حوالي 800 كلم، ضحية موقعها الجغرافي الحدودي والتي حرمت من نصيبها في التنمية المحلية ، فهي تقع على حدود دولة مالي، عانت من التهميش منذ انشائها حيث لم تستفد من حقها من المشاريع التي من شأنها أن تحسّن الإطار المعيشي للسكان

وأكدت فعاليات المجتمع المدني بالولاية المنتدبة برج باجي مختار، خاصة هيئات مربي المواشي بالولاية عبر بيان لها، وجهته للجهات العسكرية والأمنية بقيادة فرقة الدرك الوطني ببرج باجي مختار على وجه الخصوص على سلمية حركاتهم الاحتجاجية التي ينظمونها منذ انطلاقها بعيدا عن أي عمليات تخريب أو تكسير في حق الممتلكات العمومية و أملاك الدولة
و أوضحت ذات الهيئة، أن انتهاجهم اغلاق الطريق الوطني في المدخل الشمالي للمدينة واعتصامهم أمام مقر الولاية واغلاقها ماهي الا وسيلة لاسماع أصواتهم ورفع مطالبهم المشروعة و أعربوا عن خوفهم من نفوق مواشيهم و ثرواتهم الحيوانية التي تموت عطشا ، بسبب منعهم من التنقل للرعي بعد اغلاق المعبر الحدودي منذ قرابة الثلاث أشهر
ويعاني القطاع الصحي بالمنطقة على غرار مستشفى “طاطي غالي 60 سرير” المختلط من الهشاشة لافتقاره للموارد والامكانيات الحقيقية لمؤسسة عمومية استشفائية كان من المفروض أن تجهز أحسن تجهيزبكل الموارد والتجهيزات الطبية ، حيث يجد المواطنون أنفسهم مضطرين للتنقل مئات الكلوميترات للولاية الأم قصد العلاج وهو ما يكلفهم مصاريف ومشاق كثيرة أثقلت كاهلهم المتعب بالهموم

عزلة وقلة حيلة
كما يعرف مجتازو الطريق الوطني رقم 06 المسمى طريق الوئام أو “طريق الموت” الرابط بين رقان- برج باجي مختار – تيمياوين معاناة كبيرة لما يشهده من اهتراء لدرجة أنه يتسبب في زهق الأرواح بشكل يومي تقريبا، وقد سبق للسكان وأن ندّدوا بالوضعية وطالبوا بضرورة تدخل المسؤوليين ، إلا أن شكاويهم والرسائل التي أودعوها لدى الجهات المعنية لم تنفع في تغيير الوضع ليتواصل مسلسل الموت اليومي عبر الطريق
وفي سياق ذي صلة، يغرق شباب المنطقة في البطالة التي تضرب بأطنابها في ظل انعدام فرص التشغيل وسط عزلة يعيشونها و بعد المكان رغم الوقفات الاحتجاجية التي ينظمونها أمام مقر الادارات و التي لا تلقى استجابة

ويؤكد أحد الناشطين بالمنطقة أن سبب البطالة لايعود في الأصل إلى شح المناصب كما يُسوّق له هنا وهناك وإنما يعزى ذلك إلى غياب مبادئ الشفافية وتكافؤ الفرص بين الخريج المحلي “والسلعة المستوردة” ، بسبب سياسة التقوقع على المناصب الشاغرة والتكتم عليها في جو تملؤه الضبابية والعتمة من طرف أغلب المدراء المنتدبين وكذا رؤساء المصالح والإداريين

و تعتبر قرية تيمياوين أحد أعزل قرى المقاطعة الادارية برج باجي مختار حيث لا يزال سكان هذه القرية المنسية يكابدون مرارة المعاناة التي أرقت كاهلهم لسنوات طويلة ، و أكبر مشكل يواجهونه في هذه الفترة هو العطش ، الذي يعد من أكبر التحديات التي تواجه السكان في عز فصل الحرارة و الذي يعد السبب الرئيسي الذي دفعهم إلى الاحتجاج لأيام متواصلة
و يجدد مواطنو برج باجي مختار نداء الاستغاثة للجهات العسكرية و الأمنية من أجل التحرك لحل مشاكلهم العالقة منذ سنوات متوسمين فيها الاستجابة وتسهيل الامور